الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فقد عرض على لجنة الأمور العامة في هيئة الفتوى في اجتماعها المنعقد الاستفتاء المقدم، ونصه:
يقوم بعض المصلين وأثناء تأديتهم الصلاة بإخراج النقال من جيوبهم لإغلاقه وذلك بعد إلقاء نظرة على الأرقام المتصلة فهل هذا يبطل الصلاة؟
وقد أجابت اللجنة بالتالي:
للمسجد واجبات وآداب، ولصلاة الجماعة واجبات وآداب، وأولها منع الأذى والإزعاج عن المصلين، حتى إن الفقهاء منعوا القارئ من رفع صوته بقراءة القرآن إذا كان فيه تشويش على مصل. وعليه ترى اللجنة وجوب إغلاق صوت جهاز الهاتف النقال، وكل ما يثير الضجيج ويزعج المصلين عند الدخول إلى المسجد، منعاً للإزعاج والتشويش على المصلين، ولما يترتب عليه من صرف المصلين عن الخشوع والاستماع للإمام في الصلاة الجهرية.
وتوصي اللجنة الجهات المختصة بكتابة تنبيه على باب المسجد أو في أحد جوانبه يشير إلى ضرورة ذلك للتذكير، ولا مانع من قيام الإمام بتذكير المصلين، بضرورة إغلاق صوت جهاز الهاتف النقال قبل الدخول في الصلاة، فإذا خالف بعض المصلين هذا التنبيه عن عمد كانوا آثمين، أما إذا وقعوا في ذلك سهواً ونسياناً فلا إثم عليهم، إن شاء الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما، ثم إذا نسى المصلى جهازه مفتوحاً وحصل منه تشويش أثناء الصلاة فعليه إغلاقه بأقل قدر ممكن من الحركات، ولا تبطل صلاته بذلك، ويكره للمصلي حال صلاته النظر في جهاز الهاتف النقال، وينبغي أن يقفله بأقل حركة ممكنة، والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|